عدد المساهمات : 118 تاريخ التسجيل : 06/03/2010 العمر : 36
موضوع: المصريون نجوم النكتة بلا منازع................ الأحد 21 مارس 2010, 07:55
المصريون نجوم النكتة بلا منازع...
المصري ابن نكتة، فتح عينيه عليها، وتربى معها. وعلى رغم أن دراسة اجتماعية صادرة من جامعة القاهرة اشارت الى أن 69 في المئة من نكات المصريين تدور حول الصعايدة، تليها النكات ذات الطابع الحبي، ثم السياسية وأخيراً الدينية ، إلا أن النكات السياسية والدينية على رغم قلة عددها مقارنة بالصعايدة، هي واسعة الانتشار والأثر. وعن جهنم، يتداول الشباب الكثير من النكات الساخرة التي تندرج ضمن ما يعرف بـ"السخرية السوداء". فيقولون إن ثلاثة رجال ماتوا، وذهبوا الى جهنم، وهناك اتيحت لهم فرصة الاتصال هاتفياً بذويهم من هاتف عمومي. فدفع الاميركي ألف دولار، والبريطاني 500 جنيه استرليني، ودفع المصري 75 قرشاً مصرياً متعللاً بأنها مكالمة محلية".
وبالنسبة الى اللحم نظراً لقيمته المتعاظمة وأسعاره الخيالية، فإن الثقافة المصرية حافلة بنكات خاصة باللحم، لا سيما اللحم الأحمر ذي المكانة الاجتماعية الخاصة. وكانت هناك نكتة شائعة الى وقت قريب، وتحديداً قبل سقوط النظام العراقي، فقيل إن سؤالاً وُجه الى ثلاثة مواطنين عرب من مصر، والسودان، والعراق هو: "ما رأيك في أكل اللحمة؟" فقال المصري: ما هي اللحمة؟ وقال السوداني: ما هو الأكل؟ فيما قال العراقي: ما هو الرأي؟.
والغريب أن عشرات النكات تظهر بصفة شبه دائمة، ويتم تغييرها وتحويرها لتناسب الأوضاع التي تسرد فيها، ولتناسب انتماءات أو أهواء الراوي والسامعين. وظهرت مثلاً نكتة "زرع الاعضاء" في مصر قبل سنوات لكنها تتلون تبعاً لـ"المسؤول" المغضوب عليه، ومفادها أن ثلاثة أطباء اختصاصيين في زراعة الكبد، وهم: ياباني، فرنسي، مصري، كانوا يتبادلون خبراتهم، فقال الياباني: "نجحنا في زرع الكبد، واستأنف المريض حياته وعاد الى عمله" وقال الفرنسي: "نجحنا في زرع البنكرياس ويمارس المريض الآن رياضة القفز في الهواء". وقال المصري: "نجحنا في زرع فردة حذاء بدلاً من المخ التالف ويشغل المريض الآن موقعاً رفيعاً".
رواد المقاهي من الشباب وغيرهم هم الأكثر قدرة على التفرقة بين نكهات (ونوعيات) السجائر الجيدة والرديئة. وروي أن مسؤولاً من شركة سجائر أميركية وجد قطعة خشب في سيجارة مصنعة في شركة مصرية فسأل مسؤولاً في الأخيرة: "من أين تستورد التبغ؟" فرد عليه المسؤول المصري: "يعني أيه تبغ؟!".
وعن طبقة الاثرياء الجدد، وهي الطبقة التي يضعها معظم الشباب المصري تحت المجهر لأسباب تتعلق بالفجوة الاقتصادية والاجتماعية الآخذة في الاتساع، روج أحدهم نكتة مفادها أن رجلاً وزوجته، من الطبقة المعروف عنها حبها ادعاء الثقافة العامة، دعيا الى حفلة فأدار صاحب الدعوة أغنية للراحل محمد عبد الوهاب، فامتعضت الزوجة مطالبة بالاستماع الى اغنية لـ"شكسبير". وحين عادا الى البيت، نهرها الزوج على ضحالة معلوماتها وقال "شكسبير ليس مطرباً، ده ماركة سيارات".
وهناك من مرض، وكان معروفاً طوال حياته بالنذالة، حتى إن وصيته لأولاده وهو على فراش الموت في المستشفى، كانت أن يكونوا أنذل منه. ومن فرط حبهم لوالدهم، سارعوا بفصل اسطوانة الأوكسجين عنه.. فمات.
وهناك الكثير من النكات "الالكترونية" التي يتفنن فيها الشباب ومعظمها آسيوي المصدر. فيقولون: "مرة واحد بيكلم واحد ياباني في التلفون فقال له: سانيو واحدة"، و"مرة واحد ياباني خبط واحد قال له: سوني"، و"مرة اتنين كوريين اتجوزوا، خلفوا واحد أسود سموه سامسونج رونج".
صحيح ان أموراً عدة طرأت على عالم النكتة المصرية خصوصاً بعد انتقالها عبر البحار والمحيطات في ثوان بفضل تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الرقمية الحديثة، لكن النكتة الأقدم و"الأبوخ" تظل "مرة واحد راح يقعد على قهوة فقعد على شاي".
أخيرا , هل تبقى النكتة ضرورية في حياتنا .. يمكن للبعض أن يقول لا ... و لكن جلساتنا و في زمن عز فيه الضحك و الطرافة تصبح النكتة أكثر من عامل نفسي طريف .. انه نوع من تنفيس الاحتقان و تعبير صادق عن روح الفكاهة التي يمتلكها الانسان و لا سيما العربي رغم كل ما يحيق فيه من ماسي و مصاعب.