ما أصعب أن
تتعذب فتعزل نفسك حتى لا يعرف أحدٌ عمق أحزانك
وتحاول أن تبني حول نفسك سوراً كي لا يستطيع
أي شخصٍ من الوصول إلى قلبك المجروح
وفجأة تكتشف انكَ أنتَ أيضاً خارجَ ذاكَ السور
ومن الصعب عليكَ الوصول إلى قلبك
ومداواة أحزانه...
ما أصعب أن
تتألم دون معرفة سببٍ لهذا الألم
فلا تعرف لماذا وما السبب
أهي أحزان تظاهرَتْ نفسك بنسيانها
أم جروحٌ صغيرةٌ تراكمت وكوَّنَت جرحا عميقاً
أم يا ترى ما السبب؟؟
ما أصعب أن
تحب وتتعلق بمن لا يشعر بحبك
فهو بالنسبة لك نجم قد سطع بالنور
وأنت لست إلا وجهٌ عابر قد مرَّ عليه وشاءَتْ الأقدار أن يصادفك
ويرافقك
دونَ رغبةٍ منه
أو ربما من أجل مصلحته
ولكنك لا تعني له شيئاً
سوى انكَ شهابٌ مرَّ في سماءِهِ وبمثلِ سرعةِ مجيئكَ
ستزول
ما أصعب أن
تفارقَ شخصاً قد أحبكَ وأحببته
والسببُ نميمةً من شخصٍ حاقد ذو قلبٍ مريض
وبعد فترةٍ طالت مدتها أو قصُرَتْ
تعيدُ حساباتك
فتعرف حقيقةَ ما قيل
ولكنكَ تعجزْ عن بناءِ جسر التواصل ذاكَ الذي كان يربطكَ مع من تحب
ما أصعب أن
تعيش باحثاً عن صديق
عن أخ
يشاركك فرحك ولا يسمح لك بالانكسار أمام أحزانك
فتجوب أنحاء الأرض محاولاً البحث عن ذلك الشخص
و لكن ينقضي عمرك ولم تستطع إيجاده
أو ربما كان إلى جانبك ولكنك لم تنتبه لوجوده
ما أصعب أن
تعيش وحيداً دون أشخاص يبادلونك المحبة بصدق
وتموت وحيداً
فلا تجدْ من يحزن عليك
أو يفتقدك
أو حتى يمسك يدك عندَ اقترابِ أجلك
ما أصعب أن
تعيشَ دونَ هدف
دونَ إرادة
دونَ أمنية
مسلوبَ القِوى
ف أنتَ هنا عاجزٌ مقعد وتائه
لا تعرفُ من أنت أو إلى أينَ تذهب